Skip to content

دي بيثون: فلسفة هندسية لصناعة الساعات خارج التيار التجاري

09 Jun, 2025 27
دي بيثون: فلسفة هندسية لصناعة الساعات خارج التيار التجاري

تأسست شركة دي بيثون في عام 2002 في قرية لوبيرسون الواقعة ضمن كانتون فود السويسري. أسسها كل من دينيس فلاجولي وهو صانع ساعات متخصص ومهندس في تطوير المحركات الميكانيكية، وديفيد زانيتا وهو تاجر تحف وخبير في تاريخ الساعات. نشأت فكرة تأسيس الشركة من رغبة الطرفين في إنشاء دار مستقلة لإنتاج الساعات، تتبع نهج تقني خالص دون الخضوع لضغوط السوق التجاري أو قيود المجموعات الكبرى التي تهيمن على صناعة الساعات.

اختار المؤسسون اسم دي بيثون نسبة إلى شخصية تاريخية فرنسية تُدعى شيفالييه دي بيثون وهو مهندس عاش في القرن الثامن عشر وساهم في تطوير محركات الايسكابمينت وهو ما يتماشى مع فلسفة الشركة التي تعتمد على الابتكار داخل إطار الحرفة الكلاسيكية.

أطلقت دي بيثون أول مجموعة ساعات لها في عام 2003، والتي شملت نماذج مثل DB1 (كرونوغراف يدوي) وDB2 حتى DB5 وكلها حملت طابع ميكانيكي بالكامل. ورغم كونها أول الإصدارات، إلا أنها أثبتت أن الشركة لا تهدف لتقليد التصاميم السائدة، بل إلى تقديم أسلوب تقني واضح في الأداء والبنية.

منذ بدايتها، ركزت دي بيثون على تطوير مكوناتها داخل مشغلها الخاص. فهي لا تعتمد على أطراف ثالثة لتصنيع المحركات أو الزينة أو القوالب، بل تصنع كل ذلك ان هاوس ما يمنحها استقلالية كاملة وتحكم دقيق في جودة منتجاتها. ويُقدّر عدد الساعات التي تنتجها الشركة سنويًا بما بين 200 إلى 400 ساعة فقط ما يجعل كل قطعة نادرة ومحدودة.

على المستوى التقني، سجّلت دي بيثون أكثر من 30 براءة اختراع، أبرزها: ميزان مصنوع من التيتانيوم مزود بأوزان بلاتينية لتعويض درجات الحرارة و توربيون فائق الخفة يزن 0.18 غرام فقط، قمر كروي ثلاثي الأبعاد بدقة انحراف يوم واحد كل 122 سنة، ونظام امتصاص صدمات ثلاثي لحماية محور الميزان. كما طورت الشركة تقنيات خاصة لزيادة احتياطي الطاقة إلى 6 أيام باستخدام براميل نابضية مزدوجة.

دريم ووتش ثري توربيون أخف توربيون في العالم 

تعتمد دي بيثون في تصميماتها على عناصر مميزة مثل العقارب الزرقاء المصقولة حراريًا، الجسور المتناظرة، مؤشرات القمر الكروية، وأنظمة الـلقز المتحركة التي توفر راحة أكبر على المعصم. كما أنها استخدمت التيتانيوم المؤكسد لصناعة نماذج بلون أزرق فريد تحت اسم  كايند اوف بلو.

رغم إنتاجها المحدود، حظيت دي بيثون بتقدير واسع في عالم صناعة الساعات. فقد فازت بجائزة أفضل ساعة رجالية في معرض GPHG لعام 2011 عن إصدار DB28، كما نالت جوائز أخرى في فئات التوربيون والتصميم والتقنيات المبتكرة في أعوام لاحقة.

من ناحية التوزيع، تُباع ساعات دي بيثون من خلال شبكة محدودة من الموزعين المعتمدين حول العالم، مع توفر بعض الاصدارات عبر موقعها الإلكتروني. وفي السنوات الأخيرة، دخلت في شراكة استراتيجية مع مجموعة شركة 1916 (المعروفة سابقًا باسم ووتش بوكس)، بهدف دعم توزيعها العالمي دون التأثير على استقلالية التصنيع.

صالون دي بيثون داخل شركة 1916

حتى اليوم، لا تزال دي بيثون تُدار وفق رؤيتها الأصلية، حيث يشرف دينيس فلاجولي على تطوير المحركات والمكونات، بينما تواصل الشركة إنتاج ساعات ميكانيكية معقدة بمستوى عالٍ من الدقة الحرفية، لتبقى واحدة من أبرز دور الساعات المستقلة في العالم.